مخاطر المياة الجيولوجية الساحلية

    مخاطر المياة الجيولوجية الساحلية

    مخاطر المياة الجيولوجية الساحلية 

    تتميزالمناطق الساحلية عادة بجمال فطرى اخاذ وطبيعة ساحرة لا تقاوم ومقومات وثروات عديدة تضفى عليها أهمية خاصة وتعد من عناصر الجذب الرئيسية التى تفسر انتشار أكثر من نصف سكان كوكب الارض بالقرب من الشواطئ وبقية الاجزاء الساحلية وعلى الرغم من المميزات الكثيرة التى يحظى بها سكان المناطق والمجتمعات الساحلية عموما بسبب قربها من السواحل والمناطق البحرية بما فيها من منافع اقتصادية وترويحية عديدة الا ان نفس هذا العامل قد يتسبب فى تهديد  حياة هؤلاء السكان وهذا واقع امكانية تعرضهم لعدد من المخاطر الساحلية التى قد تتسبب فيها قوى الطبيعة المختلفة سواء كانت أعاصير وعواصف بحرية او تسونامى أو نحر مزمن للشؤاطئ أو غير ذلك من المخاطر الطبيعية المفاجئة والمزمنة التى تهدد الارواح والممتلكات .

    وبصفة عامة لا يوجد جزء ساحلى أو قطاع مطل على البحر بعيد عن المخاطر الطبيعية الساحلية وان اختلف مقدار الخطر الواقع والاثار البيئية والخسائر الاقتصادية الناتجة من موقع ساحلى الى اخر اعتمادا على شدة الخطر الواقع وطبيعة هذا الساحل ومناسيب الاعماق المتاحة فى المنطقة الشاطئية والاجزاء التالية لها وطبيعة الرسوبيات المكونة للشاطئ وما اذا كانت هناك تراكيب أو تكوينات أرضية خلف الشاطئ ونسبة الكثافة السكانية الموجودة بة وغير ذلك من العناصر والعوامل المحددة .

    ومن بين كل انواع المخاطر الطبيعية التى تهدد المناطق الساحلية والمجتمعات القاطنة بها تعتبر المخاطر الجيولوجية الساحلية من أكثر المخاطر جسامة وتهديدا للمجتمعات الساحلية والمنشات وبقية الممتلكات الواقعة بها وهذا نظرا لاثارها المدمرة الشديدة ومعدل تكرارها المرتفع وامكانية تأثيرها فى قطاعات كبيرة ومترامية من سواحل البحار والمحيطات والمناطق القريبة منها

    من هنا ارتأينا التوقف عند هذا النوع من المخاطر وتسليط الضوء علية وعلى كل العوامل والاثار المرتبطة بة قدر الامكان املين أن يسهم هذا وبأى شكل من الاشكال فى توعية القراء بخاصة ممن يقطن المناطق الساحلية أو قريبا منها بهذة النوعية من المخاطر وبسبل تحييدها وتقليل الخسائر الناتجة عنها وأملين أيضا أن يضاف هذا الجهد الى الجهود المبذولة فى اجزاء الكتاب والتى يتناول بعضها الانواع الاخرى من المخاطر الساحلية سواء كانت مرتبطة بحوادث التلوث البحرى أو حدوث موجات ازدهار طحلبى ضار .

    ما المخاطر الجيولوجية الساحلية ؟

    تعرف المخاطر الساحلية عموما على أنها تلك المخاطر التى تحدث بالقرب من الساحل وهذا إما بسبب هبات قوى الطبيعة أو بسبب نتيجة ممارسات وأنشطة بشرية غير صحية أو مناسبة ويدخل ضمن هذا النطاق المخاطر الناتجة عن تغير العوامل الفيزيائية فى البحار والمحيطات وبخاصة الرياح والامواج والضغط الجوى بشكل فجائى وسريع وهو ما يحدث أثناء العواصف والاعاصير البحرية أو المخاطر الناتجة عن تغير مستوى سطح البحر بما قد يؤدى الى غمر وغرق مناطق ساحلية شاسعة وممتدة أو انكشاف أجزاء عريضة منها .

    كما يدخل ضمن هذا النطاق – ايضا – المخاطر الناتجة عن تغير الخواص الكيمائية والبيولوجية للمياة البحرية كما فى حالة حوادث التسرب النفطى أو الكيميائى حيث تتغير الخواص الكيميائية للمياة بشكل لافت وضار بالبيئة البحريةوكل ما ينفع منها أو أثناء موجات الازدهار الطحلبى سواء كان ضارا أو غير ضار حيث تتغير الخواص البيولوجية للمياة البحرية بشكل لافت الى درجة تغير لون المياة السطحية وتحولها عن لونها المعهود والمعتاد وهو الازرق الصافى أو الاخضر الشفاف .

    أما فيما يخص المخاطر الجيولوجية الساحلية فهى تتضمن تلك المخاطر التى تحدث بالقرب من الساحل بسبب التغير فى الطبيعة الجيولوجية أو الجيومورفولوجية للمناطق الشاطئية أو قيعان البحر أو حتى الممارسات والانشطة البشرية الغير سليمة بيئيا مثل حفر وازالة الشعاب المرجانية أو غابات المانجروف (نبات الشورى) وغير ذلك مما يمكن ان ينتج عنة خسائر مباشرة أو غير مباشرة فى الارواح أو الممتلكات .. بناء على ذلك فانة يمكن ادراج المخاطر الطبيعية التالية تحت تصنيف المخاطر الجيولوجية الساحلية :

    1-تحرك الالواح القارية واصطدامها ببعض أو انزلاق واحدة تحت الاخرى مما قد يتسبب فى حدوث براكين أو زلازل بحرية أو تسونامى قرب المناطق الساحلية .

    2-تغير التضاريس الجيومورفولوجية الساحلية سواء كان هذا بالهبوط الفجائى للصخور أو حدوث الانزلاقات الارضية أو كان بسبب تراكم الارسابات القارية أثناء هطول الامطار والفيضانات .

    3-تدفق كميات كبيرة من الرسوبيات القارية أثناء هطول الامطار نحو الشواطئ والمياة الساحلية مسببة سيولا وفيضانات أو عكارات وتغير خواص المياة الضوئية ومن ثم تضرر المنشات والموائل القاعية الطبيعية بخاصة الشعاب المرجانية وأشجارالمانجروف وحشائش البحر من جراء تغير نمط توزيع الرسوبيات البحرية سواء كانت موجودة على الشاطئ أو المنطقة الشاطئية القريبة بما يؤدى الى حدوث ظاهرة نحر وتاكل الشواطئ أو تحرك الكثبان الرملية أو إطماء وارساب بحرى بمداخل البواغيز وبقية الممرات الملاحية مما يتسبب فى اعاقة الملاحة وحوادث غرق السفن .

    4-ارتفاع مستوى البحر وذوبان الكتل الجليدية على ما يمكن أن يؤدى الية ذلك من غرق وطمر للمناطق الساحلية أو زيادة مساحة المناطق الرطبة وبالتالى هجرة السكان وكل أنماط الانشطة البشرية لهذة المناطق ..

    على الرغم من وجود معظم هذة المخاطر وتكرار حدوثها منذ نشأة الارض وظهور الانسان على سطحها الا ان معدل تكراريتها وتأثيراتها الضارة والسلبية قد اخذت فى التزايد خلال الاونة الاخيرة وهذا نظرا لتزايد تمركز نسبة كبيرة من السكان والمجتمعات البشرية الحديثة تصل الى 50% من مجمل سكان الارض بالقرب من الشواطئ والمناطق الساحلية ومن ثم تعرض نسبة كبيرة من هذة المجتمعات لمضار وسلبيات هذة المخاطر .

    هذا ويمكن تقسيم المخاطر الجيولوجية الساحلية الى مخاطر طبيعية لا دخل للانسان بها وعادة ما تتسبب فيها أحوال الطقس السيئة وهبات قوى الطبيعة أو الى اخطار بشرية تنتج بشكل اساسى بسبب الاستخدام الخاطئ أو الممارسات الغير سليمة من قبل الانسان وتنقسم المخاطر الطبيعية بدورها الى مخاطر مزمنة ومخاطر مفاجئة على النحو التالى :

    المخاطر الساحلية الطبيعية المزمنة

    هى تلك المخاطر التى تظل تؤثر سلبا على الشؤاطئ أو المناطق الساحلية مسببة فيها خسائر بشكل مزمن وتدريجى وأبرزها تاكل الشواطئ أو الانزلاقات الارضية أو هبوط أو تهدم التربة الساحلية أو تراكم الارسابات الرملية بمداخل البواغيز والممرات الملاحية أو طمر وغرق المناطق الساحلية سواء كان هذا بسبب هجمات الامواج البحرية أو هطول أمطار فيضية بكميات كبيرة وهذة المخاطر تنتج عادة من فعل العواصف الشتوية والامواج العاتية المصاحبة لها أو التيارات البحرية القوية أو الامطار الفيضية أو الظواهر البحرية الموسمية مثل ظاهرة (النينو) كما يدخل ضمن النوعية من المخاطر تحركات الكثبان الرملية بما تسببة من تدمير للحرث والزرع وطمس للطرق والمبانى وغير ذلك من الاضرار المباشرة .

    وهذة النوعية من المخاطر تعمل على تغيير معالم خط الشاطئ والمناطق الساحلية بشكل مزمن وتدريجى لذا فأنة يمكن مجابهتها – مبدئيا – أو التقليل من حدة التغيرات الناتجة عنها من خلال إقامة وإنشاء الحواجز أو المصدات البحرية أو غير ذلك مما يعمل على تقليل الاثر الهدمى للأمواج والتيارات الساحلية .

    المخاطر الساحلية الطبيعية المفاجئة 

    هى تلك التى تحدث بشكل مباغت وفجائى وعلى نطاق واسع مسببة كوارث وخسائر طبيعية وبشرية ضخمة ومن أمثلتها بطبيعة الحال الزلازل والتسونامى وتنتج الزلازل من انزلاق كتلتين أرضيتين على مستوى فالق تحت أرضى بما ينتج عنة انطلاق طاقة هائلة وموجات زلازلية هائلة القوة مسببة دمارا ساحقا لكل ما يقع فى نطاق تأثيرها فى حين ينتج تسونامى من تصادم صفحيتين قاريتين تحت البحر بما ينتج عنة حدوث زلزال بحرى شديد القوة وتكون أمواج عاتية وشديدة التدمير لكل ما هو كائن بالشواطئ التى تقع تحت تأثيرها .

    تعريفات اساسية 

    لعلة من المفيد فبل الاسهاب فى الحديث عن هذة المخاطر أو التطرق لتفصيلاتها أن نحدد بعض المفاهيم المتعلقة بمفهوم البيئة الساحلية والتى أجاد فى تعريفها الدكتور جودة حسنين جودة فى كتابة الجامعى (الجيموفولوجيا) الصادر عام 1988م فبحسب ما ورد فى هذا الكتاب فكلمة ساحل coast تشير الى نطاق اتصال اليابس بالبحر فى حين تشير كلمة الشاطئ shore الى المساحة الواقعة بين حضيض الجروف البحرية وأدنى مستوى تصلة مياة الجزر وإذا حدث وكان الساحل سهليا يخلو من الجروف فإن تعبير الشاطئ يطلق حينئذ على المساحة المحصورة بين أعلى حد تصلة أمواج العواصف وبين أدنى منسوب تصلة مياة الجزر أما الشاطئ beach فيتألف من رواسب الرمال والحصى فوق الشاطئ هذا ويمكن تعيين خط الساحل coastline أما بخط الجرف البحرى أو الخط الذى تصل إلية أعلى أمواج العواصف وينقسم الشاطئ الى نطاقين الشاطئ الأمامى foreshore ويمتد من أدنى منسوب لمياة الجزر إلى أعلى منسوب تصلة موجة المد والشاطئ الخلفى backshore ويمتد من أعلى منسوب تصلة موجة المد إلى خط الساحل ..

    قم بتقييم هذا post

    You cannot copy content of this page